الأبحاثالسياسة

ممرات الطاقة وتصميم السياسة العالمية من خلال مواد الطاقة الجديدة

أكاديمية عبدالله أوجلان للعلوم الاجتماعية

ممرات الطاقة وتصميم السياسة العالمية من خلال مواد الطاقة الجديدة

 

تتسارع المتغيرات في وقتنا الحالي في المجال التكنولوجي، وخاصة في مجالات الأمن السيبراني والاتصالات على مستوى عال، إضافة لأليات الذكاء الاصطناعي، ونقل الطاقة والتحول نحو الطاقةالبديلة، والمتوافقة مع المناخ، وقريبا ستتغير العديد من المهن والأعمال من حيث الخبرة وعلاقتها مع أشكال العمل وعلى نطاق واسع، ومن المحتمل جدا أن الأستغناء على العديد من الأعمال التي يتم تنفيذها على أساس الخبرة، اعتمادا على ذلك، فمن المتوقع أن يتم الأستغناء بعد فترة قريبة عن النفط من جدول الضروريات الأساسية، وسيكون خارج جدول الأعمال، وسنضم مواد الطاقة الجديدة إلى اللعبة.

يمكن القول أنه جنباً إلى جنب مع مصادر الطاقة الطبيعية، سوف يتحول البشر إلى مواد مثل اليورانيوم والتيتانيوم والكوبالت والباكسر (النحاس) والألمنيوم والماس والذهب، والقارة الأفريقية هي مكمن هذه الطاقة ومكاناً لأغلب هذه المواد.

في السنوات الأخيرة، وضعت العديد من الدول القارة الأفريقية على جدول أعمالها، من الواضح أن هذه العمليات مرتبطة بمعادن الطاقة الجديدة الثمينة النادرة، وخاصة بعد الحرب الروسية _الأوكرانية التي نتج عنها مشاكل وازمات في موارد الطاقة، وهذا الأمر دفع الدول للبحث عن البدائل، إضافة لتحقيق الانسجام مع ازمة تلوث البيئة والتغير المناخي، ومن هنا بدأ التسارع في الأستحواذ على الطاقة البديلة المرتكزة إلى طاقة الشمس والامواج البحرية وطاقة الرياح، واساسا على ذلك تم بناء تسريع عمليات تنفيذ مشروعات ضخمة وبناءها، من مشاريع تصنيع السيارات الكهربائية والطائرات والمعدات الفنية الخاصة بالمعدات البحرية، واستخدام تقنية البرمجيات المهنية في المقام الأول، وروبوتات تكنولوجيا الاستخبارات الصناعية، باستخدام نظام مراقبة الكاميرات في الأماكن العامة والخاصة للسيطرة والتحكم بكل حركة جماعية أو فردية، من خلال أنظمة الاتصالات، وهذه التطورات سوف تستمر، وفي المستقبل القريب ستكون لصالح القوى المهيمنة والسيطرة على الأنظمة الرقمية المتطورة، ومن هنا فأن توجه القوى المهيمنة سيتحول إلى القارة الأفريقية للبحث عن مواد الطاقة الجديدة، بإعتبار أفريقيا الخزان الطبيعي للمعادن ومواد تصنيع التكنولوجيا الحديثة، وتحاول انجاز تنميتها الاجتماعية من خلال السيطرة على سوق المواد الأولية، فعندما تم استخدام الوقود الأحفوري بدلاً من الفحم، تم تطوير أدوات الإنتاج بناء على القوة الصناعية، مما أدى ظهور حقبة ومرحلة جديدة، وبالتالي فإن استخدام مواد جديدة تعني ظهور مرحلة جيوسياسية اقتصادية جديدة، وحاليا يمر العالم بمرحلة جديدة تتصف بالعصر التكنولوجي.
ومن المعلوم أن بعض الدارسين يقسمون التاريخ تبعا لمواد الطاقة المستخدمة، فعلى سبيل المثال، عندما تم استخدام الفحم اساساً للطاقة في الإنتاج الرأسمالي، الذي أنشأ التسلسل الهرمي المحلي والدولي، كانت إنجلترا هي المهيمنة في تلك المرحلة، وحين تم استخدام النفط والاستغناء عن الفحم ظهرت أمريكا على المسرح العالمي كقوة مهيمنة، وشكلت السياسة العالمية تراتبية وتسلسل هرمي جديد بناءً على وحدة النفط التي شكلت أمريكا معظم ثقلها ودورها في العالم، وتستمر عمليات تطوير منطق الحرب بشكل قبيح ومحموم، وبكثير من الفظاعة والجنون.

استثمرت الحكومات والدول معظم الميزانية في بلدانها على العسكرة والجيش والتكنولوجيا المتعلقة بتأمين القوة العسكرية، وهذه السياسات ستودي إلى حرب فظيعة، ومازال فكر الدولة القميء يرفع من حجم التهديدات النووية يوميا، مما ينتج عنه عمليات رد العنف والدفاع عن الذات، إضافة لخلق أزمات الاقتصاد والغلاء والجوع في ظل تزايد الحواجز التجارية، والمقايضات الجمركية، حيث تمارس القوى المهيمنة تدمير أنظمة التحالف والمؤسسات وانتهاك لوائح حقوق الإنسان، فتتحول الدول إلى مصدر تهديد مستمر، وتحاول العودة لأنشطتها الاستعمارية من جديد عبر سياسات التهديد تحت يافطة الأمن القومي الغذائي او محاربة الارهاب والجماعات المتطرفة.

إن أساس قوتها يكمن في انتهاج سياسة التهديد والأستمرار في زعزعة الأستقرار الأمني، وخلق حالة من تهديد السلم في مناطق مختلفة من العالم ، للوصول لمرحلة انعدام الأمان وفقدان الثقة، وخلق حالة من العجز والفشل بحل المشاكل العالقة، والتي تساهم في اثارتها اصلا.

ومن ناحية أخرى فأن الثورة التكنولوجية وتطورها تستلزم مصادر طاقة جديدة لتكون قادرة على الاحتفاظ بدور الهيمنة من خلال قوة المال، عبر استمرار تدمير البنى المجتمعية، وخلق اخفاقات جديدة على المستوى الاجتماعي، ضمن منهجية الجنوح نحو سيادة راس المال المالي العالمي الذي يجتاز الحدود الجغرافية للدولة.
وهذا الانفتاح الاقتصادي المرتكز إلى الجشع والاحتكار سينقل مركز دائرة الهيمنة إلى خارج بلدانها ودولها القومية، وسيهدد بنى الهياكل الموجودة، والتي ستكون عقبة امام أطماع الهينمة لذلك ستسعى الدول الاقتصادية إلى القضاء على الشعوب وتصفيتها، وخلق أزمات جديدة وتعزيز دور الفرد وتهديد المجتمعات الريفية والبيئة وتأزيم ازمة المناخ العالمي، وخلق تغيرات جديدة تتعلق بالحالة المعيشية وتهميش وضع الطبقات وخلق فروقات وتمايز طبقي، وهي اوضاع اجتماعية أساسية ستتعرض للخطر من خلال سعي الطبقات المهيمنة إلى رسم ملامح مرحلة جديدة تتعلق بمواد الإنتاج ومصادره.

وكل تلك المتغيرات ستؤثر على الأجيال الشابة المتعلمة التي لها قيم ومفاهيم مختلفة، من خلال التغيرات السريعة التي ستجتاحها، وأيضاً بالتوازي مع هذه العملية، هناك مجموعات اجتماعية لن تدخل عملية التسارع وستكون معارضة للتغول الاقتصادي، وهذه العلامات تشير إلى أنها ستطور أزمة وعملية متعددة الأوجه في كل مجال من المجالات، نظرا لعدم وجود ممثلين يمكنهم فهم هذه العملية وإنشاء تغييرات وفقا لذلك، فإن عمليات البحث ضعيفة، وهذا سيؤدي إلى حدوث مشاكل أكثر إثارة للجدل، خاصة في ظل وجود جماعات محرومة بشكل خاص من التمثيل السياسي والتنظيمي ذاك التمثيل الذي لن يقوى على مقاومة التغيير الاجتماعي للفئات الاجتماعية.

ستظهر أزمات متعددة، وأيضا ستشكل الاختلافات الثقافية الجنين الأساسي في رحم تلك المرحلة، والتي يمكن أن تفسح عن حالات اجتماعية جديدة التي ستخلقها التنمية العالمية المهيمنة، والتي ستودي إلى أزمة التمثيل الحقيقي للشعوب.
لا يمكن لهذا الموقف أن يحول نفسه إلى سياسة، ولا يمكن تطوير البوابات السياسية والاجتماعية الجديدة، ومن جهة ثانية لن تستطيع الابقاء على المفاهيم السياسية والعسكربة والاجتماعية والتي لن تكون في موقع الترحيب بالمرحلة الجديدة.

بالمقارنة مع الوضع الفوضوي الحالي، هناك اتجاهات سياسية مختلفة، وعلى الرغم من ذلك ، فإن أكبر محنة في هذا الوقت هي أنه لا توجد جهات جيدة يمكنها أن تمثل السياسة اليسارية أو المعارضة للنظام في المجال السياسي للأمر ذاته.
لا توجد قوة يمكن أن تقف او تحد من الحرب المجنونة ومن قوة الهيمنة.

أن الوضع الخطير الحالي يتحرك نحو وضع مستقر، ففي الحروب العالمية الأولى والثانية تم تقييد العدوان غير المحدود عبر سيادة الهيمنة الرأسمالية من جهة، ومن خلال اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، لكنها وعلى الرغم من ذلك لم تخلق حلولا ً في المجال الاجتماعي، لكنها استطاعت ان تكون عقبة أمام الحرب نتيجة التقاسم الدولي اللامحدود.

في سياق الحرب العالمية الثالثة التي تطورت مع انهيار النظام الاشتراكي الشمولي في التسعينيات، على الرغم من وجود مقاومات لكنها لم تكن قادرة على ملء الفجوة، ولم تصل إلى مستوى القوة التي يمكن لها ان تمنع سياقات الحروب، لذلك، وفي الوقت الحالي، يستمر تدمير أنظمة التحالفات، ويجري انتهاك جميع القواعد وليس هناك قانون ملزم للمؤسسات الدولية، وهناك حالة عدم ثقة والمستقبل غير واضح، ومن الصعوبة التكهن بما سيحدث في المستقبل المنظور، لذلك، من غير المعروف ايضا رسم النقاط المشتركة التي سيكون عليها مستوى اللعبة، وبأي الوسائل السياسية سيتم تغطيتها من خلال النظام السياسي الدولي، كونهم يشكلون القوة المهيمنة الجديدة للنظام السياسي العالمي، ونظرا لأن هذه العملية متعددة الأوجه وغير متوقعة، ينبغي للمرء أن يتوقع ويحلل الواقع السياسي بشكل مستمر، كي يكون الشخص قادراً على إجراء تحليل دائم، أولاً وقبل كل شيء، ينبغي عليه تحديد روح وأساس هذه الحروب، حتى يتمكن من فهم وتقييم الحالة العملية للوضع الدولي.

النطاق الواسع لهذا الموقف يرتبط بالتأكيد بحرب السيادة على تبادل الموارد والطاقة لذلك من المفهوم أن التطورات التكنولوجية ومصادر الطاقة الجديدة وطرق تجارة الطاقة ستكون حاسمة في الحرب العالمية، في هذه العملية تتخذ القوات خطوات ضد بعضها البعض. إذا قال الشعب إن طبيعة هذه الخطوات هي أنهم يريدون تحديد احتكار الطاقة والتجارة، فسيكون هذا تعريفا صحيحاً، وتشمل هذه العملية حربا شاملة. براً وجواً وبحراً ،وبلغة أكثر بسيطة، يمكن للمرء أن يقول أن انهم يرغبون وفي هذا الوقت لتسويق الأرض بسعر عال، إن الأنظمة السياسية تتحطم، على أساس المصالح، فإن مفاهيم التحالفات الجديدة التنموية، يتم ضمن تطوير آلية حرب الوكالات ، ويجري تطوير قواعد وصيغات جديدة، وجزء مهم من هذه العملية تنطوي على هذه الأرض التي نتحدث عنها.

من الثورة الصناعية حتى الآن، كانوا يخوضون منافسة حادة و ضخمة للأستحواذ على موارد الطاقة، ومن المعروف أن هذه التنافسية تسببت أيضا في العديد من الحروب خلال الأحداث والعمليات التاريخية السابقة، فقد كانت هناك بالفعل حروب من تقسيم الحصص، بناءً على مفهوم الاستغلال.

بادئ ذي بدء، في الحرب العالمية الأولى، مباشرة أو بعد نهايتها وفي جميع الأزمات كان التركيز على تملك مواد الطاقة لتكون قادرة على تغيير ظروف نقل الطاقة، ومن أجل الوصول إلى هذا الاستنتاج، يمكن للمرء أن ينظر إلى تقارير استهلاك الطاقة للبلدان المتقدمة،وبهذه الطريقة يمكن فهم الوضع بشكل أفضل. لذلك، تنظر الشعوب إلى ما أدت اليها الطاقة في البلدان المتقدمة، والى مجالات استخدام مواد الطاقة، فتلك الأزمات والحروب كانت من أجل تقاسم الطاقة في العالم بشكل يرضى أطراف الصراع، و بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي بين مجالات استهلاك الطاقة ومجالات إنتاج الطاقة، يستطيع المرء إجراء تحليل صحيح على خطوط نقل الطاقة ومجالات أكبر استهلاك الطاقة، كما سيتم الكشف عن النتيجة وسبب وجود حرب كبيرة من احتكار مواد الطاقة تنقيب واستخراج واستهلاك وتشغيل، هذا هو الحال، ثم ينبغي للمرء أن ينظر إلى حالة الطاقة الجديدة، على أي مستوى الآن، كما ينبغي للمرء أن ينظر إلى وضع كتل المصالح المتغيرة التي تتداخل مع هذا الموقف، وسيكون هذا كافيا لفهم الأمر.

يعتمد مشروع الشرق الأوسط الكبير أيضا على العديد من المشاريع السياسية، وملكية موارد الطاقة، وتنفيذ أمن البلدان والطرق التي يتم نقل الطاقة عبرها، والتي يتم نقلها وتنفيذ حركة راس المال دون عوائق، ويمكن أن نرى أن العديد من الدول في الشرق الأوسط التي يتم تدميرها وحرقها، وبالتالي فإن اي عرقلة تشكلها اي دولة أمام حركة رأس المال يتم إلغاؤها، ومع ذلك،و نظرا لأن أنظمة الشركاء السياسيين يمثلون طبيعة المركز ، فيمكن ملاحظة أن عملية بناء المؤيدين الذين سيضمنون أمن المركز لم يكتمل، ومن ناحية أخرى، تحدث حروب وحالات جديدة من حيث الاستقرار وموارد الطاقة، في المقام الأول في مصر وتونس وليبيا والعراق ولبنان وسوريا واليمن وإيران وتركيا، وهذا صحيح في طبيعته، كما إن الحرب بين أرمينيا (كاراباخ) وأذربيجان وحماس وإسرائيل ومناقشة هذه الحلقة من السلسلة مرتبطة مباشرة بهذا الوضع، فحرب الإبادة الجماعية وتدمير البنى التحتية والهجمات التي تشنها تركيا ضد شمال شرق سوريا، وجنوب كردستان شمالا ترتبط مباشرة بهذه التطورات، وأيضا الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهي الاستراتيجية التي تريد أن تحاصر الصين من خلال تايوان، هي حرب الانقسامات والتكتل.

من المعروف أن الناتو والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وأوروبا وتركيا تتفق على روسيا لتحطيم احتكار خطوط النفط والغاز الطبيعي والطاقة الروسية.

أوروبا تعتمد على روسيا من حيث الطاقة منذ عام 2000، حيث تم توقيع اتفاق بقيادة روسيا مع الهند وإيران، والتي سميت باتفاقية “ممر الشمال والجنوب للطاقة”، لكنها لم تنفذ، لإن خطة ممر الطاقة لروسيا وإيران وسوريا وغيرها من الدول ذات الصلة التي ستفتح في البحر الأبيض لم تنفذ ، ومن المعروف أن الغرب وقف ضدها، بالإضافة إلى ذلك، تم ذكرها كادعاء مهم بأن الحرب قد حدثت لأن سوريا لم تقبل سياسة الغرب الخاصة بالطاقة، وصلت الصين إلى الصدارة مع تأمين طرقها مع مشاريعها المثيرة للاهتمام التي تصل إلى مراكز مهمة مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وقد أصبحت هذه الخطوات مهمة بالنسبة لحروب الطاقة للتدفئة، على النقيض من ذلك، زادت القوى الغربية من الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين واستجابت من خلال الممر الاقتصادي للهند والشرق الأوسط وأوروبا، حاولت الصين فتح الشرق الأوسط لنفسها من خلال الأساليب السياسية والدبلوماسية، وضد هذه الهجمات المعارضة قد تطورت ونتيجة لذلك، أصبح الشرق الأوسط النقطة الرئيسية التي اجتمعت فيها جميع القوى، على الرغم من أن هذا الصراع قد وصل إلى مستوى التهديدات النووية في أجزاء مختلفة من العالم، فإن المركز الرئيسي الذي تفي به هذه القوات هو الشرق الأوسط.

غادرت الصين وروسيا الشرق الأوسط، وتعرب هذه الحالة عن هذه الحقيقة.
يقال إن بعض القوات ستغادر الشرق الأوسط في المستقبل القريب، لأسباب ذكرناها، هذه الكلمات لا تعكس الحقيقة. من ناحية أخرى، ستعزز جغرافيا إفريقيا موقفها في الحقبة الجديدة لأنه ينظر إليه على أنه مخزن من مواد الطاقة الجديدة. يمكن أن نرى أن هناك حرب تنافسية خطيرة على القارة الأفريقية. إلى جانب هذه، عندما نعتبر الممر الاقتصادي للهند والشرق الأوسط وأوروبا ومشروع اتجاه واحد، يمر عبر إفريقيا والمحيط الهندي والجزيرة العربية والمناطق الآسيوية ومنطقة شرق المتوسط في الشرق الأوسط. لدى قبرص واليونان وأوروبا بشكل عام أربعة ممرات رئيسية لمسارات الطاقة:

1_ الخط من المحيط الهندي التابع للسؤال الشرقية من أفريقيا، يضم البحر الأحمر من خلال مضيق باب المندب ويصل إلى البحر الأبيض من قناة السويس، ويصل إلى البحر الأبيض _اليونان _ قبرص وأوروبا.

2_ الخط الذي يوازي نفس الخط أعلاه، لكنه يصل فقط إلى أوروبا عبر خط مصر_ غزة أي عن طريق إسرائيل ( فلسطين)

3 -خط يصل بين السواحل الغربية والجنوبية لأفريقيا إلى المحيط الأطلسي، إلى الساحل الغربي لأوروبا أو من ساحل جيبرال، ومن هناك يصل إلى الساحل الجنوبي لأوروبا.

4_ خط IMEC (ممر الهند-الشرق الأوسط – أوروبا) الذي تم تطويره كبديل للمبادرة الإقليمية والطرق في الصين،وهو عابر من الهند الإمارات العربية المتحدة المملكة العربية السعودية_ الأردن_إسرائيل ويصل إلى إلى أوروبا.

هذه الممرات الأربعة الرئيسية تمتلك مواقع استراتيجية، وتلفت النظر والاهتمام، خاصة النقطة الرئيسية التي تشمل حدود إسرائيل وفلسطين.

مازالت الحرب بين إسرائيل وحماس مستمرة، ومن الواضح أنها بسبب ممرات الطاقة، ومن ناحية أخرى، هناك محادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وهناك مناقشات للانضمام إلى الممر الاقتصادي للهند والشرق الأوسط وأوروبا من خلال حدود هرمز. من هنا، يمكن القول أن الخطة لمناقشة تكنولوجيا المعلومات تتنبأ بأن الدولة الإيرانية ستتم إزالتها من محور روسيا والصين.

دعونا نولي الأهتمام إلى خطوط المركز في الشرق الأوسط والمناطق الشرقية، وهي مراكز استراتيجية. بالإضافة إلى ذلك ينبغي للمرء أن ينظر إلى احتياطيات الطاقة في الشرق الأوسط كخزان استراتيجي للموارد. في هذه الممرات الرئيسية يقومون بتحميل مصادر الطاقة من كردستان والشرق الأوسط ونقلها، ومن هذا القبيل فإن هذه الممرات الرئيسية الأربعة التي لديها علاقة مع العالم ودول الخليج أصبحت مجالات على أعلى مستوى من حيث مكانتها الجغرافية.

إن شبه جزيرة سيناء والأراضي الفلسطينية هي التي تقوم بربط مناطق إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، فصحراء سيناء وادي بين القارة الأفريقية والجزيرة العربية. وبالتالي صلة وصل مع جغرافيا القارة الآسيوية، كما أن شرق صحراء سيناء هي حدود إسرائيل ومصر، وكل من يحكم هذه المناطق يهيمن أيضا على البحر الأبيض وأفريقيا والخليج.

وفقا لهذا الموقف، وفقا للطرق والممرات الرئيسية، ثم الدول التي هي معابر (منافذ) من شرق البحر البحر حيث تلتقي هذه الخطوط ميناء مرسين-اسكندرون في تركيا، ميناء لاذقية -طرطوس في سوريا_ ميناء حيفا في إسرائيل_ ميناء غزة في فلسطين_ ميناء بيروت في لبنان وميناء قبرص كمنافذ شرق البحر .

في حالة تقسيم البحار، لم يتم إجراء اي شراكات لحماية أمن المعبر الجديد، و ان توصيل جميع الممرات من خلال ميناء إسرائيل وميناء غزة فلسطين هو مشروع كبير للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لبناء ممرات الطاقة.

من أجل تنفيذ هذا المشروع الكبير وغيرها من المشاريع المستقلة، فإن فكرة ربط المنافذ و الممرات تبدأ من خلال تجاوز الموانئ في سوريا وتركيا ولبنان وإزالتها.

وفقا لهذا المشروع الكبير، ينبغي أن تكون الدولة السورية غير مستقرة، فقيرة،متأزمة، غير فعالة، فاقدة القوة، ويجب أن تكون لبنان محتلة، إذا لم يكن الأمر كذلك، يجب تغيير إدارتها. ومع ذلك، في أي حال، يجب إنشاء السيادة في هذه المنطقة، ينبغي أن تكون شبه جزيرة سيناء في مصر أو صحراء سيناء من مصر بنفس المستوى، أو ينبغي بناء تحالف على أساس هذا المفهوم، أو يجب أن تكون هذه المنطقة قيد السيطرة. لأنه في الوضع الحالي، لا تؤمن تركيا بموقف متوازن، فهي دائما دوما تختار الجزء المفتوح من النظام، وبالتالي فهي تحدد موقفها بشكل خاطئ، لذلك باتت من الدول التي تم تحييدها من المشروع إزالتها واستبعادها بسبب مشاكلها الأمنية الداخلية.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “سنغير الشرق الأوسط، وسنقوم بتغيير خرائط الشرق الأوسط بطريقة ليست هي نفسها كما كانت من قبل”، بنفس الطريقة قال الرئيس التركي أردوغان، “حماس تحمي خط الأناضول الأمامي في غزة.”

بالنسبة لحرب إسرائيل و حماس، قيل انه تم تطوير الوسائل بمسح الطريق ، كذلك، تقول أطروحة أخرى إنه تم تطويره كخطة ضد التحالف الإسرائيلي _ العربي، وتتم مناقشة هذه الأطروحات بطريقة جدية، في النهاية فقط، يمكن ملاحظة أن هذه العمليات والسياسات الإسرائيلية -وسياسات الولايات المتحدة متوافقة معها. وفقا لهذا المشروع الكبير، ستتم إزالة تركيا من موقعها الاستراتيجي من حيث الجغرافيا.

إذا كانت تركيا تصرح كثيراً وتتحدث بلغة الحرب، فأنها تسعى لعملية خلط أوراق المنطقة، وهذا هو الوضع الحالي، وذلك يفقده موقفه.
تمت مناقشة أمن تركيا في الوقت الحالي ويتم استخدام اسمها على المستوى التكتيكي ولهذا السبب، هناك عمليات ومساعي للمصالحة.

تعمل الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية على نمو المشروع والقضاء المطلق على حماس، أما تركيا فأنها حالة مختلفة من كونها تحاول بكل ما تملك تدمير هذا المشروع.
أخيراً، بدأت عملية التقارب التركي السوري بدعم وتوجيه من روسيا، وتكمن الخطة في إزالة سوريا كليا او جزئيا وتحضيرها لمرحلة التواصل واللقاء بين قاعدتها، كون الوجود الضعيف للقوات الحكومية، و خسارتها لكثير من قوتها المركزية، وهذا يمنح الشعب الكردي فرصة تشكيل إدارته، ولذلك تحاول الدول الإقليمية ان توقعها ضمن المشاكل، وهذا هو المنطق الرئيسي لطبيعة موقفها وسياستها مع الشعب السوري، ويمكن أن نرى أن ذات الشيء يجري تطويره في العراق، وأيضا ضد الاتفاقيات بين إسرائيل والعرب التي تم عقدها، ويسعون في الوقت ذاته إلى انضمام الدولة السورية إلى الجبهة الجديدة، إضافة إلى ذلك، هناك أيضاً إمكانية ممارسة سياسة الأبتزاز ضد الولايات المتحدة.
على الرغم من وجود العديد من الأسباب للحرب بين تركيا والأكراد، فإن السبب الأكثر أهمية هو مسح طريقه لمشروع النقل الذي يوحد العراق وآسيا وأوروبا ويعزز أمن الطريق،
إن جغرافية كردستان مهمة للغاية في مجال مرورا الطاقة وفي مجال موارد الطاقة وهي نقطة التقاء، وفي هذا المجال فأن الحرب التي استمرت 50 عاما لا تسمح بعمليات التنقيب واكتشاف مواد الطاقة، وكذلك شكلت المقاومة دوراً وعقبة هامة امام عملية الوصول نحو مواقع مواد الطاقة.

أصبحت حركة حزب العمال الكردستاني أكثر بروزاً مع التطورات الأخيرة لأنها لا تسمح لعمليات البحث عن مصادر الطاقة ومنابع الطاقة، لطالما تم النظر إلى حركة حزب العمال الكردستاني، وخاصة الناتو، وعلى جدول اعمالها الرئيسي كقوة ينبغي القضاء عليها ظاهريا، إلى جانب السكوت عن تركيا التي تنتهج سياسة إبادة جماعية ضد الأكراد، لذلك، ومن أجل استقرار مسار الطاقة المحدد تحت اسم مشروع التطوير، وضعوا الأكراد على جدول الأعمال، ومن المعلوم أن هذه محاولة لتدمير الممر الاقتصادي للهند والشرق الأوسط وأوروبا، انهم يريدون ضرب عصفورين بحجر واحد، ومن المخطط له القضاء على الحزب الديمقراطي الكردستاني من خلال الشراكة العراقية، والقضاء على حزب العمال الكردستاني من خلال PDK. ويمكن أن نرى أيضا أن سياسة توازن تركيا تستند أيضا إلى موارد الطاقة, وليس من الواضح أنها تمتلك القوة لكسب الهيمنة، بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن مشروع التطوير الذي سيجلب العراق وآسيا وأوروبا معا للدخول إلى المرحلة الثانية سواء في مشروع الطريق والمنطقة إو من خلال الممر الاقتصادي للهند والشرق الأوسط وأوروبا.

العالم يعيش عملية انتقال فوضوية كبيرة، ودخل مرحلة متعددة الأوجه، تنضم الدول في بعض الأحيان في التحالفات العامة، في بعض الأحيان تدخل في تحالفات إقليمية وأحيانا تقوم بتطوير التحالفات المحلية.
عندما تدخل الولايات المتحدة وروسيا في تنافس كبير، فيمكنهم مواصلة علاقاتهم مع كلا البلدين، نفس الحالة إلى جانب الصين، وهي دولة متفوقة على المستوى العالمي، تقوم بتطوير تحالفات استراتيجية، فضلا عن قيادة حملات للحوارات الجديدة على المستوى الإقليمي. وعلى المستوى العالمي ، يمكن ملاحظة أن هناك حربا كبيرة بين مشاريع مسار الطاقة الأمريكية والروسية والصينية، ويتم فرض هذه المشاريع على بلدان الشرق الأوسط، كما سيتم وضع خطط للتغلب على العملية الوسيطة الفوضوية بعد أن يصبح وضع ممرات الطاقة واضحة، ويبدو أنها تتطور بسرعة. إما الطريق الإقليمي أو الممر الاقتصادي للهند والشرق الأوسط وأوروبا، بهذا الطريق، يتم ممارسة الضغط على الولايات لاختيار الدول العربية أو تركيا، وإيران قد تركت لمواجهة خيار اخر

في الماضي، وضعت إسرائيل ودول الخليج ضمن تحالف إبراهيم أساسا قويا لهذا المشروع الكبير، والتي عارضتها بقوة كل من إيران وتركيا.
مع الحرب بين إسرائيل وحماس، يمكن للمرء أن يقول إن التحالف قد منح هذه المنطقة لاسرائيل، لا يمكن أن نرى إلا أن التحارب بين إسرائيل والعرب سيستمر، وان كل من إيران وتركيا استفادت من الصراع بين العرب وإسرائيل، موقف تركيا الجغرافي يدين هذه الصراعات بعد التقاربات العربية الإسرائيلية، حيث برز الخطر الإيراني التركي وتصدر المشهد العالمي، لكون كلا الدولتين تسعيان للهيمنة.،فمشروع إمبراطورية الصفويين في إيران ومشروع الإمبراطورية العثمانية ترعب العرب كثيرا، لذلك مكن أن نرى في المستقبل القريب تقاربا بين العرب وإسرائيل، فقد تم تطوير هذا بمثابة مشروع أمريكي ضد إيران وتركيا.

في هذا الوضع الفوضوي في الشرق الأوسط، لا يتم النظر في نمو وتراجع الدول التي تلعب هذا الدور أو البحث عمن يستطيع تحمل دورها، لهذا السبب يريدون الدول التي يمكن أن تقدم نفسها كقوة رائدة في اللعبة الجيوسياسية، وان تنفذ هذه الاستراتيجية.

لقد كشفنا عن الأبواب الأربع الرئيسية في الشرق الأوسط، في هذه الممرات، البلدان الأكثر استفادة هي دول الخليج عبر انجازاتها في مجال الطاقة، وإذا اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فرض التحالف العربي الإسرائيلي حينها ينبغي أن ندرك بأن أهمية دول الخليج قد زادت.

تم تعريف موضوع مهم من مناقشة هذه المقالة كعملية تغيير المواد التقنية والمواد التكنولوجية والطاقة كعملية تمرير حقبة جديدة، تماما كما أنشأت التسلسل الهرمي الوطني والدولي بدلا من الفحم، فإن عملية تمرير استخدام الطاقة المنسقة المناخية والبحث عن مواد الطاقة الجديدة ستقوم بتطوير تسلسل هرمي جديد للمنطقة والفحم دوليا بدلا من الفحم. يجب أن ينص على أن عملية جيوسياسية بدأت في هذه البلدان. بادئ ذي بدء، من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى تعمل على إنشاء عمليات تمرير الطاقة الملائمة للمناخ، ودفعت البلدان الأكثر توافقا مع العالم مثل دول الخليج، وجعلهم هذا البحث مركزا للتغيرات الجذرية التي ستسمح بالتصالح بين الجهات الفاعلة، وإذا كان هذا صحيحا، فيمكن القول بالنسبة لدول الخليج أن عملية باهظة الثمن قد بدأت، وفقط على أساس الجغرافيا، فلا يمكن دمجها في العملية الجديدة، لاعتبارات اكثر اهمية، ليس لكون الأنظمة السياسية تعمل وفقا لشروط القيمة الرسمية أم لا، بل لانه يتطلب نظام سياسي واقتصادي وبيروقراطي يحمي الحقوق الكبيرة لممرات رأس المال والطاقة والتجارة، نعم.. تطلعات دول الخليج وفقا لهذه الظروف تأخذ عدة خيارات، فدول الخليج تعلم أن الوقود الأحفوري لن يكون مصدر إنتاج الطاقة الأساسية، في هذه التطورات، فأن دول الخليج في وئام مع العالم الجديد، وتحاول دول الخليج تجنب الاقتصاد القائم على النفط، ففي تقرير المشاريع العالمية التي أجرتها بعض الدراسات العالمية، فقد ذكر أن بلدان الخليج قد استثمرت لأجل هذه المتغيرات، وعلى سبيل المثال، ففي المملكة العربية السعودية، أكثر من 5،200 مشروع، تبلغ قيمتها الإجمالية 819 مليار دولار، وقد حققت دول الخليج وفي المقام الأول المملكة العربية السعودية، في إطار اقتصاد يمكن الحفاظ عليه، فان تحالفات طويلة الأمد لمشاريع مشتركة في العديد من البلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإنكلترا والهند والصين قد بدأت، وللقيام بذلك يعملون على تخفيض تعاملاتهم الاقتصادية. القائمة على مبيعات النفط ويعملون على جذب المستثمرين الأجانب إلى بلدانهم في مجالات مثل السياحة والصحة والتكنولوجيا والرياضة والتعليم، وفي العديد من دول الخليج تم بناء المدن الكبرى، وهذا دليل انها تستعد لمرحلة العالم الجديد بطريقة متناغمة ومنسجمة معه.
في نفس التقارير، يتم الحديث عن حجم وانتشار العديد من المشاريع، وعلى سبيل المثال، يتم بناء مرحلة ما بعد الحداثة ففي المملكة العربية السعودية، وفي شمال غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر يتم بناء مشروع مدينة عملاقة بـ 500 مليار دولار، تكفي تسعة ملايين شخص من العيش اعتماداً على الطاقة النظيفة بدلاً من النفط لخلق بيئة نظيفة وآمنة، وستتطور المدينة التي سيتم بناءها بمنهجية الذكاء الاصطناعي كدولة حكيمة، في نفس السياق، ستكون بمثابة عاصمة ثقافية توفر الاحتياجات التعليمية والصحية والبيئية الترفيهية، كما سيتم انشاء مركز سياحة راقي مع 90 جزيرة في البحر الأحمر ، ويستمر هذا التغيير في دول الخليج الأخرى، وهذه التغييرات السياسية والاجتماعية والثقافية ستجلب بالتأكيد الاضطرابات الثقافية والدينية لدول الخليج، وقد عانت دول الخليج من هذه المسألة وقد تمكنت بالفعل من التعبير عن اعتراضاتها في الخارج، وتم تأسيس العديد من المنظمات الجهادية على أساس الإسلام وتم توجيهها نحو سوريا وتركيا وفلسطين وأفريقيا وأفغانستان وباكستان، لأنهم يجدون ان الإسلام يتعرض للتهديد في تلك البلدان، لهذا السبب لم يتم نقلهم، وأيضاً تم نقل مليارات الدولارات إلى المنظمات الجهادية.

باختصار، تترشح دول الخليج من بين اكثر البلدان نمواً في الوقت الحالي، فمنطقة الخليج موقع ستراتيجي يربط أفريقيا وآسيا، وخاصة بما تشكل أفريقيا من مصدر لمواد الطاقة الجديدة، ومن الأهمية أن تصل مواد الطاقة المستخرجة من هنا إلى أوروبا عبر الخليج، جميع الشركات في العالم تنتقل إلى دول الخليج للاستثمارات الجديدة.
خلال هذه الفترة القلقة كانت الدول الأكثر أمانا واستقراراً هي دول الخليج بشكل عام وفي المنطقة.

هناك منافسة وتغييرات عقب مشاريع التنسيق في العالم على النقيض من الحالة الفاشية المتمثلة بـ AKP-MHP، باعتبار هدفها الوحيد حرمان الشعب الكردي من حقوقه، فهي دولة فاشية تعتمد القومية اساسا لها، بهذه الطريقة تحاول وضع كل القرارات بيدها وتمارس جميع السياسات القذرة تحت آلية ” لا تدع الكرد يستفاد منها ” لأنهم طوروا مفهوم الحرب والتحالفات القذرة في منطقة الشرق الأوسط، مما أسفر عن فقدان تركيا، ونظرا للموقف العدائي ضد الأكراد، الذي يتبع السياسة الفاشية التركية، يبدو أنه تم استبعاده من هذه العملية الجديدة، ومع ذلك ينبغي أن يكون بنية وموقع تركيا البلد الذي يعاني من أزمات نظراً لأنها لم تحل المشكلة الكردية، ولم تسمح بممارسة الديمقرطية، وان اهمية الموقع الجغرافي جعلها مركزا للتغيرات الجيوسياسية خلال القرن الماضي، ولن تستمر تركيا بهذه الحالة الجغرافية، نظرا لإنكارها الأكراد وتقديس القومية الطورنية، فهناك نظام بيروقراطي داخلي يعتمد طرائق استبدادية عبر لوائح داخلية دون قواعد مما يحولها إلى دولة عصابات ومافيا، وهذه الهيكلية وبنية الدولة التركية لا تثق في رأس المال والسياحة. نظرا لعدم وجود هيكل الدولة المؤسساتي ويعمل وفقا للمركز ، فإنه في وضع دولي غير آمن، ومن أجل أن نكون قادرة على أن تبدو جيدة في عيون رأس المال العالمي وإظهار تأيدها لأوربا، عبر وزير المالية أحمد يمسيك المقرب من مراكز القرار الاوربي، ، لذلك، أرادوا تصميم النظام التركي جنبا إلى جنب مع وزير المالية محمد شيمشيك ووزير الداخلية علي يرليكايا وبناء نظام اقتصادي، بيروقراطي يمنح الثقة لرأس المال ويحمي حقوق الرأسماليين، كما تقوم وزارة الداخلية بإجراء عمليات ضد تلك المافيا والاستخبارات والعصابات التي تثبت الأموال التي أحضروها كل يوم تقريباً.
تعتقد السلطة الفاشية لـ AKP-MHP أنها ستعطي الثقة لرأس المال ومع هذه الطريقة تتوقع أيضا أنها ستمنع الإفلاس الاقتصادي، ومع ذلك، إذا وصلت تركيا إلى هذه الحالة، فإن السبب الوحيد هو سياستها في قتل الأكراد وجميع أشكال ممارسات السياسات الخاطئة المتعلقة بها، للمحافظة على شكل الحكم بشكل جذري، دوما هناك خطر انقسام تركيا، وفي المستقبل القريب.

بادئ ذي بدء، تختلف إسرائيل، ودول الخليج والعديد من البلدان عن هذا الوضع الجديد، لهذا السبب من أجل أن تكون قادرة على ضمان وجودها والمستقبل، تسعى إسرائيل إلى ضم أراضي فلسطين بأكملها كأول هدف، وإذا كانت قوتها كافية فسوف تسعى إلى إخضاع لبنان وصحراء سيناء ايضا، واذا لم قادرة على ذلك، فأنها تعمل على أن تكون تحت انظارها وسيطرتها، ومثلما أصبحت دولة إسرائيل مؤيدة لمشروع الدولة القومية خلال فترة الإمبراطوريات في القارة الأوروبية وفتحت المجال لعملية الدولة القومية لكل دولة، (والتي بدات أيضا بعمليات الإبادة الجماعية والتدمير).
في العصر الجديد، من أجل أن تكون قادرة على حماية وجودها وضمان مستقبلها، ستستخدم كل قوتها لقيادة العملية الجديدة. دون أن يرف لها جفن، وهذا يرتبط بهذا الهدف الكبير ، فدولة إسرائيل لا تستطيع الأستمرار بالتدمير والإبادة الجماعية من أجل ضمان امنها، وانما و على الدوام فأن إسرائيل تمنح للسلام الأولوية الكبرى، وتجد من خلال تحقيق السلام في العالم ضمان وجودها وبقاءها.
وفقا لحالة المشاريع الكبيرة التي طرحناها، ووفقا لنتائجها ووفقا للجدول المحدد عموما، سيكون مفيدا للعملية، كون المشاريع الكبيرة يجب تطويرها وينبغي تأسيس النظام الجديد، وهناك قوات تمنع هذه المشاريع، وهناك مطالب خطيرة على مستوى الدولة ضد النظام الدولي التي تحدد قوى الهيمنة الغربية وفقا لاحتياجاتها وأولوياتها.
ظهرت الجهات الفاعلة الجديدة التي تسعى إلى الأستحواذ على المزيد من الحصص من الشراكات الحالية.

بادئ ذي بدء، القوى الأمريكية والغربية قوية،لا يزال وجود هذه القوات تهدد بحرب جسيمة من الناحية المنهجية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط،

هناك حركتين جذريتين أعلنت نفسها كمعارضين للنظام، مثل الحركات الشيعية الراديكالية والحركات الجهادية الراديكالية التي تقف حجر عثرة أمام هذا المشروع ويجب القضاء عليها بقوة وانهاء الحاضنة الفكرية والاجتماعية لها.

العقبة الثالثة هي حركة حزب العمال الكردستاني، تمتلك موقف ضد النظام وتعلن نظام الحداثة الديمقراطية كبديل، يجب على الشعب التمييز بين حزب العمال الكردستاني من تلك الحركات من جميع الجوانب، القضاء على هذه الأشياء الثلاثة وإزالتها من العقبات في إطار النظام العالمي الجديد.

أيضا، بغض النظر عن نوع الابادات التي يمارسونها ضد هذه الفئات الثلاث، سيبقى العالم صامتا ضد أساليب تدميرها. لأن رواد النظام العالمي الجديد ترى هذه الحركات عقبات في وجه مشروعها الكبير، وتعتبر حركة حزب العمال الكردستاني عقبة من قبل كل من قوات النظام العالمي الجديد والقوات الرديفة

في فلسطين،حرب غزة تعبير عن ذلك، وفي كردستان الشمالية، إذا تم تدمير المدن، وتم أحراق السكان على قيد الحياة في بيوتهم، ولم نسمع اي صوت من العالم بخصوص ذلك، وفي جنوب كردستان تم استخدام الأسلحة الكيميائية، ولم نسمع أي صوت من العالم يعارض ذلك، وإذا كان النظام العالمي يعتبر الابادة امراً مشروعا تجاه حزب العمال الكردستاني وشعب كردستان حيث تم استخدام جميع أنواع الأسلحة والتقنيات، في روج آفا، في المقام الأول مدينة عفرين وسري كانيه راس العين وتل ابيض حيث نماذج الإبادة الجماعية في القرن الحادي والعشرين وهي أمثلة على ذلك وفي مدن أخرى في ثورات ما سميت بالربيع العربي، فإن تدمير المدن والتهجير والمذابح هي تعبيرات على ذلك.
ومقابل تلك العقبات الثلاثة، سيتم النظر في جميع الأساليب. لهذه العقبات الثلاثة، وسيتم إزالتها وإدخالها في وضع سلبي أو اجبارها على الاستسلام، وستتطور تسوية هذا الطلب وهذه المشروعات الكبيرة اعتمادا على هذه الأحداث.

كان البديل للحركات الجهادية المتطرفة هو الخط المعتدل للإسلام وحاولت القوات المهيمنة على هذا المشروع ذلك وفشلت، وحاولوا خلق بعض الأمور داخل العراق كبديل للحركات الشيعية المتطرفة، لأنه لا يوجد أي تقدم، يمكن للمرء أن يقول إن هذا لم يتحقق، وكان يعتبر pdj بديلا لحزب العمال الكردستاني, ولكن لأنه في مكان لا يمكن أن يشمل المنطقة. ولكن يمكن أن نرى أنه يصرون على تنفيذ هذا الخيار، لهذا السبب، يحاولون دمج حزب العمال الكردستاني في النظام بأساليب مختلفة. سوف يحاولون باستمرار دفع خط PDK. مقابل هذه الأحداث، وهنا يجب أن يقف الشعب مع الحس السليم والاعتماد على الذات. التعليقات المتعلقة بحالة هذه القوات في الشرق الأوسط هي موضوع النصوص المختلفة. ونتيجة لذلك، حدد علماء الاجتماع والعلماء السياسيون هذه العملية كونها حربا عالمية ثالثة. لذلك، يفترض أن عملية الفوضى هذه ستستغرق سنوات. ليس من الواضح أين ستقود عملية الفوضى هذه وما سيتم التمخض عنها وتأسيسه. لأن السمات الرئيسية تتطور مع الوقت باعتبارها خارج التنبؤ مع انعدام الأمن وغير متوقع .
يقول أنطونيو غرامسكي “العالم القديم يموت، العالم الجديد يكافح من أجل الحياه، الآن حان الوقت للحوش”. هذا البيان يعبر عن روح هذا الوقت، هذه هي الكلمة الأكثر إثارة للاهتمام التي تحلل هذه العملية.

هناك إطلالة مشتركة بالنسبة لبعض المثقفين، وربط هذه العملية بوقف الوظائف للمؤسسات السابقة وتطوير مؤسسات دولية جديدة، كونها علاقات القوى والمؤسسات والأنظمة القديمة، حتى أبعاد وأشكال التفكير التي تمثل عملية التنوير قد ماتت، لكن في السياسة العالمية، العلاقات الجديدة، أي أن النظام السياسي للعالم، لم يتم تأسيسها بعد، يتم الحصول عليها كعملية تسمى “الفاصل الزمني” العميق. لذلك، في هذا الوقت، لا تستمع القوى المنظمة بدقة إلى القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان وأمن الحدود واللوائح الحالية، فيما يخص جدول أعمالهم الغير المعلن ، وضعوا أمام المذابح، سياسات الإبادة الجماعية للمجتمع، الإبادة الجماعية للطبيعة، الإبادة الجماعية للمرأة والإبادة الجماعية للمدينة، قيل إنه خلال هذه الفترة الزمنية، تم تطوير السياسات العدوانية بإصرار التهديد النووي. لقد وصلت هذه اللحظة خلال هذا الوقت، انتشرت وسائل التواصل وأرصدة الطاقة. في مثل هذا الوقت، هناك عدم ثقة وانعدام الأمن ولا يمكن التنبؤ بها. ما يثير هذه العملية في الأساس أن النظام الجديد ومؤسساته لم يتم إنشاء النظام والنظام في أزمة هيكلية. المشاكل الوجودية في التعميق، لا يمكن تلبية المشاكل الهيكلية للنظام مع المؤسسات الحالية. هذه المؤسسات ليس لديها مثل هذه الصفات الهيكلية. نحن في مثل هذا الوقت العصيب، هذه الحقيقة هي في صميم مفهوم عدم اليقين، الميزة الأكثر وضوحا في هذا الوقت هي أن هيكل النظام في أزمة والولايات المتحدة في أزمة كبيرة. قادت الولايات المتحدة الأمريكية النظام العالمي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية. حيث وضعت عملية التنوير في النظام العالمي وتتمثل هذه الفكرة والنظام في شخص الولايات المتحدة الأمريكية، في هذه العملية، ظهر الجهات الفاعلة الأولى والثانية والثالثة في التسلسل الهرمي للجسم

في هذا المقال، تم التركيز على ممرات الطاقة في حرب الهيمنة وطرق التجارة الجديدة والحركة دون عوائق، بناءً على أساس هذا التحليل السياسي. لأن هذه العملية عملية خارج التنبؤ، ومن الصعب للغاية التنبؤ بعواقبها دون تحليل سياسي دقيق وصائب.
تم إجراء التحليل على آثار الهيمنة التي تشكل طبيعة الحرب، ولهذا السبب ذكرنا الغاية التي تمنحنا تحليل طبيعة الحرب الشاملة مباشرة أو ما وراءها، فهناك مالك لمواد الطاقة وآلية تنفيذ أمن طرق الطاقة، وكذلك تصريح حركة نظام رأس المال دون عوائق .

حاولنا التنبؤ على تلك الركيزة الأساسية واخذنا منها الأساس في تحليلنا السياسي، سواء في مجال تكنولوجيا المعلومات والتطوير او رهنا بأسباب التغيير في مواد الطاقة،.
يمكننا أن نقول أننا في بداية مرحلة جديدة. كما يقول أنطونيو غرامسكي: “نحن في بداية الحقبة الجديدة، التي يموت فيها القديم”.

 

أكاديمية عبدالله اوجلان للعلوم الاجتماعية في شمال شرق سوريا

(الهيئة السياسة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى