المقالات

الركائز الأساسية لاستراتيجية نظام الفوضى الدائمة في الشرق ا لأوسط الجديد

حقي تكين

tarihsel-toplumun

تزامناً مع الهجوم الإسرئالي ا ايريئ ى إ  يئان، بات من الضرئوئإ  جئاء  ىادة تقييم اسرتناداً  لإ الرطاب ات السرالدة فا دوالئ مئاكز ايبحاث فا الولايات المتحدة ايميئكية و سرئاليل وواقع الشرئ  ايوسر ط، ويجب ىدم التغافل ىن حقيقة أن هناك تواف  ق فا الآئاء حول موضوع السياسة الهيمنية فا الشئ   ايوسط وتصمي م  متوسط المدى ،ى إ ايقل ى إ الصعيد الدولا ل قئن المقبل.

ن الحدود التا ئسرمها سرايك -بيكو فا ىام 1916 قد أصربحت الآن مجئد رطوط ى إ الرئيطة، وهاا لا يدل ى إ تفكك النظام الإق يما فحسرررب، بل يدل أيضررر اً ى إ فقدان معناه ى إ مسرررتوى أىم ق، حيث بدأ هاا النظام بالتفكك فا القئن الحادإ والعشئين، فمع تطوئ التدرل فا العئا ، والحئك ات الشعبية التا استمئت مع الئبيع العئبا، والحئوب بالوكالة، والعم ية التا بدأتها  سرررئاليل فا السرررابع من أكتوبئ، والاسرررتئاتيجيات ايمئيكية للانسررررحراب-العودة، وصررررعود المحوئ الئوسررررا-الإيئانا وما تلاه من تقييرد، كل الك أدى  لإ تفكرك رئيطة سايك -بيكو ومنطقه ا.

هاا النمواج هو اسرتئاتيجية فتئة انتقالية مؤقتة، وأيضراً نمواج أولا لبنية يئُاد له ا أن تصرب  دالمة، حيث ظهئ  هاا النمواج فا البداية كإيجاد حل مؤقت بالنسرررربة ل ولايات المتحدة و سررررئاليل، وجزلي اً لإنج تئا.  ن الاحتلال المباشررئ لم يعد ممكن اً بعد الآن فا العئا  وليبيا ولبنان وف سررطين وسرروئي ا، بل تم تطويئ مفاهيم جديدة لإيجاد بدالل ،كما أنه ا كانت مُ  ك  فة ل غاية وكان هناك احتمال فقدان السرريطئة،  ا كان من السررهل تدميئ و سررقا ط الدول ، ولكن كان من الصررعب  قامة دول جديدة بسرربب وجود مقاومة ثقافية، لالك ت  ط و  ئ  منطق واسررتئاتيجية  ف   نحكم دون  قامة دولة، و ل نسريطئ دون ئسرم رئيطة، و ل نسرتردم المجموىات المح ية والوكلاء ل حفاظ فا السريطئة ى إ المنطقة ، وقد تمّ تقديم هاا ايمئ كإيجاد حل مؤقت، فعندما يتحقق الاسرتقئائ، سريتم الانتقال  لإ ترطي ط  سرنقوم بتأسي  نظام شئ  أوسطا جديد.

مع مئوئ الوقت، اتضر  أن نمواج السريطئة المئن واللامئكزإ والمُقسرّم  لإ أجزاء كان فا مصر حة الولايات المتحدة و سرئاليل، ف م يكن من المئغوب تحمل الكثيئ من المسرؤولية، حيث لم يعتئف النمواج بسريادة أإ دولة  أو حدوده ا، وكانت جميع السر طات المح ية راضرعة لسري طئة الدول المتعاونة، فإاا لم تنج  مجموىة ما، أصرب  من السررهل الانتقال  لإ مجموىة أرئى قيد التطوئ، وكانت السرريطئة تدُائ من   قبل قوات بالوكالة دون  ئسررال جيش أو  نفا  أموال، وبالتالا تطوئت ىم ية اتسّرمت بانتهاكات كثيئة رلال السرنوات الرم  ىشرئة الماضرية ، فها لم تعتئف بالرئيطة القديمة، وفا نف  الوقت لم تط  وّئ الرئيطة الجديدة، لهاا السرررربب لم يعد هاا النمواج مؤقتر اً، برل تمّ  العمرل لجع ر  جوهئ النظرام الجرديرد، والآن تقول مئاكز ايبحراث بصررررئي  العبرائة أن الهردف لي   الاستقئائ القالم ى إ الحدود والرئالط، بل الفوضإ القاب ة للإدائة ونظام المناطق الوظيفا .

لجعل هاه الاسرتئاتيجية دالمة الاسرتمئائية،  أنُ ش ر ل ت مظ ة أمنية جديدة مع  سرئاليل واتفاقية  بئاهيم، حيث تئتبط رطوط أنابيب الغاز الطبيعا وطئ  التجائة بالمناطق ايمنية، فع إ الئغم من ضررعف الوسرر ط،  لا أن الجه ات الفراى رة المتوافقرة خرراة فا التطوئ، ويتم تطبيق اسررررتئاتيجيرات تطبيع جرديردة من رلال من  المجتمعرات الغيئ حكومية، والجميع، تعويداً وخما لاً أيديولوجية-سياسية، شئيطة أن يظ وا صادقين ومر صين ومؤيدين لوظالفهم.

فا نهاية المطاف، بدأ هاا النظام كر  حل مؤقت للأزمة ، ولكن يتم الآن محاولة تحوي    لإ  نظام جديد دالم.

من الممكن بالطبع ت ريص تطوئ هاه العم ية تدئيجي اً رطوة برطوة ى إ مدائ السنوات الرمسة ىشئ الماضية ، و يضررررا    ل م  ن  تمّ من  الردوئ وكيف تمّ الرك، لراا يجرب أن تكون ىم يرةً  يتُرا  فيهرا ل جميع ئؤيرة كيفيرة تطبي ق هراه الاسرتئاتيجية وفق اً لاحتياجاتهم، ولكن من الممكن لنا أن نجئإ تقييماً لهاه العم ية الاسرتئاتيجية فا شرك ها القالم، ومن ثم يمكنن ا تقييم مسرررائ التطوئات وموقف تئكيا، وئبما فا مقال خرئ سررريتم  جئاء تقييم لهاا الوضرررع فيما يتع ق بالنهج الاستئاتيجا ل كئد.

الهيكل ايكثئ لفتاً للانتباه فا هاه العم ية هو  سررئاليل بطبيعة الحال، ففا الماضررا، كانت فا وضررع مُتا  لها ايمران، ومُحراطرة برالحمرايرة، أمرا اليوم، فها فا وضرررر ع  هيمنا تقوم بتحويرل محيطهر ا، و توُ جرّ   أنظمرة الر يج، و تسُررري  طئ ى إ الممئات الاقتصرررادية، وتضرررع أمنه ا فا المئكز، وتقود ىم ية الدمج العسررركئإ والتكنولوجا ،  وبالتالا تعُدّ  سرئاليل ايكثئ اسرتعداد اً لهاه العم ية،  ا تنُ ش رئ حولها نظام اً من اينظمة المنسرجمة والجهات الفاى ة الضعيفة.

أصربحت  سرئاليل طئف اً فاىلا ً لتعزيز ايحزمة فا مواجهة  يئان، وهاا يظُ  هئ أن الهيمنة الحقيقية ى إ المنطقة لم تعد بيد الغئب بشررركل مباشرررئ، بل أصرررب  الغئب هو القوة المئكزية المهيمنة فا المنطقة، حيث أن تطبيع  سرئاليل مع العالم العئبا هو فا الواقع رط ةُ تحو ل  هيمن  ة جديدة، تنُ ف ا لتغييئ مسرائ الصرئاع بد لاً من رنق  ، ولم تعد ف سررطين فا المئكز، بل ى إ الهامش، بينما يتمّ ىزل المحوئ الإيئانا من رلال هاا الحصررائ العسرركئإ والدب وماسا والاقتصادإ، و   ن أمكن رنق  ُ من رلال تغييئ النظام من الدارل.

ن  ىادة تئتيب الدول الإق يمية تؤكد هاا أيض اً، فإيئان خراة فا التئاجع، لكن ارتبائ مدى قدئتها ى إ المقاومة قد بدأ بالفعل. ئوسريا حاضرئة لكنها غيئ مؤثئة، ودول الر يج خراة فا الصرعود، لكن هاا الصرعود لا يأتا من دار ها، بل من رلال اندماجها مع  سرئاليل، ولم تعد دول مثل لبنان وايئدن ومصرئ صرانعة قئائ، بل أصربحت دولاً تتُ    را القئائات بشرأنه ا، كما تصُر مّ م الولايات المتحدة هاه الصروئة بنمواج جديد لرررررر  الفوضرإ المُسري  طئ ى يه ا ، ولم يعد ايمئ يتع ق بالسيادة الثابتة، بل بعصئ التوجي  والإدائات المتعددة الجوانب، ولم تعد المساحات الضريقة ها ايهم بل المسراحات الواسرعة، وكالك لم يعد الاهتمام مقتصرئاً ى إ الجوانب العسركئية فحسرب،  بل ى إ الجوانب الوظيفية وايدوائ الممنوحة له ا، وبالتالا يتم الئغبة فا  دائة نظام شئ  أوس طا جديد من رلال نظام ضعيف ومج  زأ ومنفت  ى إ التداول العالما ومنسق.

من الواضر  أن موقف تئكيا فا هاا السريا  موضرع جدل، فها ليسرت تمام اً دارل دوئ الكت ة-المئكزية الجديدة، ولا ها رائجها تمام اً، فها كقوة؛ كانت ىالقة بين الجانبين لسرنوات طوي ة، حاولت وضرع أجندة  ق يمية راصرة بها، لكن هاه ايجندة كانت تتضمن تناقضات دار ه ا، فبعد الئبيع العئبا ،اصطدمت بجدا ئ  فا كل م ف حاولت أن تؤسر  في  مبادئة، مثل م فات )سروئيا، مصرئ، ليبيا، ف سرطين، شرئ  البحئ ايبي  المتوسرط ، والآن يعُدّ  توجّهها مئة أرئى نحو رط الناتو NATO مؤشررئا ً ى إ فقدانه ا التوج ، لي  فقط جيوسررياسرري اً، بل اسررتئاتيجي اً أيضررر اً،  ا أن العلاقة التا تحافظ ى يها تئكيا بالوكالة مع هياكل مثل HTŞ-ÖSO )هيلة تحئيئ الشرررام والجيش السرروئإ الحئ  فا الميدان لا تنُتج سرريطئةً، بل تبعي ةً، وهاه الاسررتئاتيجية ها تناق            يقع في  نظا  م غيئ قادئ ى إ وضرع أجندت  الراصرة ب ، مقابل تك فة البقاء رائج ىم ية التصرميم، ين المعادلة الإق يمية لم تعد تبُنإ فقط من رلال الردول الإق يميرة والجهرات الفراى رة-الغيئ حكوميرة، برل أيضرررراً من رلال توجير  و دائة متعرددة الجوانرب تتجاوز حدود-الدولة.

وفق اً لاسررتئاتيجية  سررئاليل والولايات المتحدة الجديدة ل شررئ  ايوسررط، فها تصررمي م او قوة مئكزية ضررعيفة، تابعة ل رائج، مجزأة، يقُبل وجودها وفق اً ل دوئ المحدد والوظيفة المحددة، فلا ينبع هاا التشئام بشكل مباشئ من الحاجة  لإ ايمن، بل من الحاجة  لإ  نشرراء منطقة هيمنة  ق يمية و نشرراء مناطق سرريطئة طوي ة ايمد، وهاا لا يقتصرئ ى إ العم يات العسركئية والسرياسرية فحسرب، بل يشرمل أيضر اً جبهةً واسرعة، تشرمل ممئات الطاقة، رطوط الصدع الدينية والطالفية، الشبكات الئقمية، بما فا الك الشتات.

فا ظرل هراه المعرادلرة الاسررررتئاتيجيرة، تحترل تئكيرا موقعر اً مرت فر اً وحئجر اً، ين تئكيرا دولرة لا تزال تتمتع بردولرة مئكزية قوية، تظهئ وجودها العسركئإ فا الميدان، تسرتطيع تحئيك الشرعب سرياسرياً ودينياً، تجد صردى جزلياً فا العالم العئبا، تدرل فا منافسرة صرئاع ممئات الطاقة، ولا تسرتطيع اسرتيعاب وضرعه ا الجديد، وهاا الوضرع يمُثرلّ موقفر اً متنراقضرررر اً ل ولايرات المتحردة- سررررئاليرل وفقر اً ل رئيطرة الاسررررتئاتيجيرة الجرديردة، ولهراا السرررربرب؛  ن الاسرتئاتيجية تجاه تئكيا ها جع ها فعاّلة وتابعة، بدلا ً من تدميئها بشركل مباشرئ، و ن سرعا تئكيا ل هيمنة  يبُقيها ى إ رط الردولرة المئكزإ فا الوقرت الئاهن، وهراا يتعرائ  مع الرطرة ايمئيكيرة-الإسررررئالي يرة لتفكيرك المنطقرة و ضع افها وجع ها تابعة من حيث الدوئ-الوظيفة.

فا هاه المئح ة، من الضرئوئإ طئ  السرؤال الاسرتئاتيجا التالاي أين تئيد الولايات المتحدة و سرئاليل وضرع تئكيا، وما ها ئكالز هاه الرطة؟ فا الواقع يتم تشرجيع تئكيا ى إ التبعية من رلال ت بية احتياجاتها كالردمات ال وجسرتية، والطاقة، ونقل المع ومات الاسرتربائاتية، والقواىد العسركئية، والطئ  الاقتصرادية، و ضرعاف قوتها باسرتردام وكلاء لها فا سروئيا وليبيا وأماكن أرئى، والتصرئف وفق اً لوظيفتها، والتلاىب بالديناميكي ات الدار ية  من رلال تئك القضررية الكئدية دون  يجاد حل لها من الدارل، ور  ق ايزمات باسررتمئائ، مما يسُررهّل اىتمادها ى إ الررائج والرك ىبئ  ضررررعراف قردئتهرا، وتعميق اىتمرادهرا ى إ النظرام المرالا الردولا من رلال الاقتصرررراد وتحفيز التربط المستمئ فا السياسة الرائجية.

كنتيجة لالك، تئكيا حالياً فا ق ب صرئاع السريطئة، فمن جهة، ها دولة يئُاد منها أن تكون فعالة، لكنه ا لا تقبل  دوئها ووظيفته ا وتعمل ى إ تقوي  ايموئ و فسر اد ال عبة، ومن جهة أرئى، تئف  تئكي ا هاا الوضرع ئفضر اً قاطع اً ولديه ا ر طة هيمنة  ق يمية تئيد تحوي ه ا وفق اً لما يناسررب مصررالحه ا، فالمسررألة متعددة ايوج  وهيك ية؛  ما أن تنكسرئ تئكيا وتسرتسر م أو تنُ ش رئ تحالف اً جديد اً ق الم اً ى إ المسراواة بين الشرعوب بطئ   أرئى، و م ا أن تتجاوز هاا الوضع بديناميكي ة جديد ة من الدارل، ف هاا السبب، تقف تئكيا ى إ ىتب ة تائيرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى